وفقاً لتقارير أصدرها موقع الفيس بوك حواء تكتسح ثلث مستخدمي الفيس بوك في المملكة(التعليق متاح للجميع)

تحقيقات

30-04-2010

وفقاً لتقارير أصدرها موقع الفيس بوك حواء تكتسح ثلث مستخدمي الفيس بوك في المملكة

الجزيرة - فوزية الحربي يعد الفيس بوك أحد المساحات الرحبة التي تجد فيها المرأة العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص مكاناً لنقش مشاعرها ونفض همومها، على الرغم من قلة الدراسات التي بحثت في نوعية قضايا المرأة على الإنترنت، في الوقت الذي تشهد فيه المرأة وقضاياها حضوراً ملحوظاً في الصحف بالإذاعة والتلفاز. وبحسب التقارير الصادرة من موقع الفيس بوك مؤخراً فإنه يكشف ثلث مستخدمي الفيس بوك في السعودية، وبلغ 38% من عدد المشتركين البالغ عددهم (231) ألف مشترك، إلا اعداد (حواء) في ازدياد مستمر نظير الفضاءات الواسعة النطاق التي تتيح للمرأة التواصل بالادلاء والمشاركة بالرأي وطرح قضاياهن وما يهمهن. فاطمة وهي إحدى مستخدمات الفيس بوك كتبت على حائط صفحتها في (الفيس بوك) أنها تشعر بالألم والإحباط خارج حدود هذه الشبكة، وهذا ما جعلها ترى أن المكان المناسب لبث همومها المعاشة داخل أسرتها هو ال(facebook)، الموقع الذي تحول لدى كثير من السعوديات لمكان تدون فيه المشاعر المكبوتة التي لا يستطعن أن يعبرن عنها أمام الرجال في أسرتهن. قضايا السعوديات في الفيس بوك: يتميز الفيس بوك بالنسبة للمرأة السعودية أنه مكان انطلاق وتحرر من القيود تتحدث عن ما تريد وترفض بحرية ما تراه لا يناسبها، وهو أيضا مناسب جدا لمجتمع فيه الكثير من الصعوبة خاصة بتنقلات المرأة وخروجها، وهذا ما يفسره احتفال الفيس بوكيات السعوديات بعيد الحب وتلوين صفحتهن بالقلوب الحمراء بدون خوف من العقاب والتوبيخ من تجمعهن أو سهرهن لوقت متأخر، إذ هو عالمها الخاص الذي لا تعاقب بسببه، فهو يوفر لها عرض صور تعبر عنها أو فيديو يمثل شيء بالنسبة لها أو تقديم أغنية تعجبها لمرتادي صفحتها. كما نجدها تنشر تفاصيل حياتها الدقيقة بالكلمات الموثقة وبالصور والفيديو إذاً هي (صورة جديدة للمرأة، التي تناقش وتحاور وتقرر، وتشكل علاقاتها، ونستطيع القول إن المرأة ومن خلال الفيس بوك كانت قضاياها أكثر وضوحا منها بوسائل الإعلام التقليدية، حيث إنها هي القائم بالاتصال وهي من يكشف اللثام عن ما تريده بعيدا عن أي سلطة صوتها بدأ أكثر حده وأكثر وضوحا بالكشف عما تريد، وتضع بصمتها في المشاركة بالحملات التي يقوم بها الفيس بوكيون، وقد استطاع الفيس بوك خلق روح ثورية تظاهرية رافضه لكل ما يسيء للمجتمع، وذلك بقدرته الخارقة على تجميع الشباب وإغرائهم بجعل أصابعهم تغير بضرباتها على الكيبورد ما يدعو لضيقهم، وهذا التنظيم استهوى المرأة وجعلها قائدة لحملات تظاهرية سلمية وهادئة وحضارية عبر صفحاتها؛ فهي قبل أيام تقود حملة يوقع تحتها شباب وفتيات رافضين لمسلسل يشوه صورة المجتمع السعودي، وهي أيضا تخرج من هوس المكياج والفساتين إلى حملات تطالب فيها بحقوقها، بل تخرج للشارع العام ( الافتراضي ) وتشارك بحملات لمحاسبة المقصرين بكارثة جدة، وهناك حملة ضد بيع الرجال للملابس الداخلية النسائية والمطالبة بإتاحة المجال للمرأة لتمارس هذا العمل. ولا تتوقف مشاركة المرأة في الفيس بوك بكونها مشاركة أو منتجة لحملات اجتماعية حقوقية، بل هناك صفحات لأديبات يمارسن الطرح الأدبي ويتفنن في المقالات الرصينة والقصص والأشعار ويشاركهن أدباء وأديبات من كافة المناطق في العالم، وهناك الفنانات التشكيليات والإعلاميات، وهناك أيضا تجمعات لسيدات لديهن هوايات خاصة مثل تجمع لسعوديات يمارسن هواية الغوص، وهذا طرح جديد ومثير بالنسبة للمرأة السعودية؛ حيث يعقدن دروسا تعليمية، ويجمعن كل ما يتعلق بهذه الهواية من علم ويقدمن تجاربهن. كما أن هناك سعوديات خصصن صفحاتهن لبيع منتجاتهن، وهذا يؤكد ما لهذا الموقع من قوة وأهمية عند المرأة السعودية التي انتقلت من عرض تجارتها بالبازارات إلى الصعود بها إلى منصة الانترنت، وتحديدا الفيس بوك فهناك المكياج الكويتي، وهناك الجلبيات الإماراتية وفساتين السهرة الفرنسية، إذ أصبح الفيس بوك للمرأة السعودية سوقا مفتوحا على كل شيء، ويمكن استخدامه لأي شيء، وهنا لا نستطيع أن نقول إن المرأة السعودية استخدمت الفيس لهذا الغرض فقط، بل نجدها مثل غيرها من نساء العالم استغلت كل ما فيه من إمكانات يقدمها للمستخدم فهو مكان للبحث عن الحرية والتعارف والبحث عن أصدقاء وصديقات قدامى.. والغريب أن المرأة السعودية والتي يظهر عليها الاحتشام بشكل عام سواء من ترتدي النقاب أو من تضع الإشارب والطرحة على رأسها فقط، لكن هناك في موقع الفيس بوك نجد بعض السعوديات تضع صورا تعبيرية غير لائقة بل فضائحية وإيحائية بطريقه سيئة وهو ما يعتبره البعض تناقضا شديدا في شخصية الفتاة، وهناك من تمتنع من وضع صورها لكنها تضع صورة لغرفة نومها أو مكتبها أو صور أطفالها في حديقتها والمناطق التي زارتها وطاولتها بغرفة المدرسات، كمقاربة لفكرة الموقع والذي يدعو للانفتاح أكثر ويعتمد على رؤية أشياء حقيقية. هذا ما يراه الدكتور سعود كاتب، الباحث والمتخصص في شؤون الإنترنت والإعلام الجديد، أنها محاولة من الفتيات للتغلب على الكثير من العادات الموجودة في واقعهن حيث قال إن (بعض الفتيات هن في الواقع متغطيات بالكامل، بينما في المجتمع الافتراضي يضعن صورهن الشخصية أو ألبوم صورهن ، موضحا أن تصرفات الشباب والفتيات تختلف عن تصرفاتهم في المجتمعات الافتراضية، وهو ما أشار إليه بكونه تعبيرا (عن المجتمع الذي ينشدونه). وقال إن شريحة من الفتيات السعوديات لا يقمن بعرض هويتهن الحقيقية ولا صورهن الشخصية، في المقابل يعرضن صورا متقطعة لهن تضم العين أو الشعر وخلافه، إلى جانب تركيز معظم صور مستخدمات (الفيس بوك) على عرض الممتلكات الشخصية الثمينة وتصوير الرحلات السياحية كنوع من أنواع التفاخر والتباهي. ونحن نتحدث عن قضايا المرأة في الفيس بوك لابد أن نذكر أن ليس كل قضاياها متبناة من طرفها بل هناك الكثير من الرجال الذين أطلقوا حملات خاصة بقضايا المرأة؛ فهناك على سبيل المثال حملة (أنا بشر) وهي حملة أطلقها شاب سعودي يدعو إلى حماية أعراض الفتيات في السعودية وهي امتداد للحملة التي أطلقتها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية، وتهدف إلى (مواجهة خطر التشهير بأعراض الفتيات، ومعاقبة كل من يستغل أي تقنية لنشر معلومات للإساءة للغير أو التشهير بهم، وقد تجاوز عدد المشتركين في هذه الحملة حوالي 4000 مشترك ومشتركة. يقول الشاب صاحب الحملة أن (الفيس بوك) يتيح الفرصة للحوار بين الجنسين، وهو شيء إيجابي كنا نفتقده في مجتمعنا. كما أن هناك حملة بعنوان (خلوها تعدي) هدفها الأول قضايا المرأة السعودية بلغ عدد أعضائه حتى كتابة هذه الورقة 3.017 وهذا العدد في تزايد مستمر مع ملاحظة أن عدد الرجال المطالبين بحقوق المرأة فيه أكثر من عدد النساء. مساحة البوح عند المرأة في الفيس بوك: حسب الإحصاءات الواردة من موقع الفيس بوك فإن الفيس بوك جذب السيدات بشكل كبير ففي السعودية نسبة المشتركات النساء هي 38% من عدد المشتركين البالغ 231 ألف مشترك. أن الخصائص المبهرة للفيس بوك والتي وجدتها المرأة بشكل عام جعلتها خلف ستار الاسم المستعار قادرة على البوح بما في داخلها والحديث بحرية عما تعانيه وتعارض وتصرخ وتكسر. والأمر السائد هو القول بالعبارة التي تقول (لا احد يعرفني إذا سأبوح) قد يكون هذا المفهوم السائد عند من يتخفى في رداء الاسم المستعار وهذا ما وجدته المرأة مناسبا لها ونستطيع هنا أن نقول إن السعوديات استخدمن الفيس بوك بثلاث طرق: فهناك من وجدنا في الفيس بوك بوابة تجارية هدفهن بيع وتسويق فقط بضائعهن فيعرضنا ما لديهن بلغة البائع الصارم وينشرنا الصور المحصورة ببضاعتهن،وهناك من تصرح باسمها أو باسم عائلتها لان لديها رسالة واضحة ومحدده تريد إيصالها للعالم وذلك كونها أديبة أو فنانه أو حقوقيه أو تحمل قضية واضحة ومحدده فتعمد إلى وضع صورة وردة أو قلم أو لوحه تشكيلية وهو ما يعتبره البعض مفارقه مدهشة في مشاركة النساء في الفيس بوك حيث يرون أن عدم وضع صورهن على صفحاتهن والاستعاضة عنها بزهرة أو رسم أو تركها خالية كليا، الأمر الذي يبدو غير متناغم مع فلسفة الموقع المخصص أصلا للتعارف والتواصل وتكوين الشبكات الاجتماعية ليصبح «دفتر الوجوه» العربي بلا وجوه. وهناك من ترغب بالترفية والتعارف وهي من تحرص على اسم مستعار متبوع بصور كوميدية وبعضهن تعرض صور غير لائقة بتاتا بمجتمع عرفت بناته ليس بالحشمة فقط بل بالتدثر بالخمار الكامل، ولكن نستطيع القول أن نسبة اللاتي يستخدمن الاسم المستعار هي الأقلية وذلك بحسب بحث بعنوان (صورة الشباب السعودي في الموا قع الاجتماعية)، أجرتها مجموعة طالبات من كلية علوم الحاسب بجامعة الملك سعود حيث بلغ نحو 16% مقابل 32% يشاركن بأسمائهن الكاملة، كما أن الدراسة أثبتت أن نحو 68% من الفتيات السعوديات يفضلن حجب اسم العائلة، معتقدات ب(حساسية) هذه المعلومة.ونجد حسب التقسيم الذي ذكرناه عن الفيس بوكيات أن من تستخدم اسمها الصريح بالفيس بوك تكتب باللغة العربية غالبا بطريقة واضحة وجادة وبالمقابل تتلقى ردود جيدة من شخصيات معروفه أيضا. أما من تستخدم اسما مستعارا فهي تكتب باللغة الانجليزية المعربة والتي بدت تنتشر عند فئة الشباب بشكل كبير بل يعتبرون من لا يتقنها متخلفاً وغير مثقف، ومن ناحية الردود فهي غير لائقة وتكثر بها عبارات الاستخفاف والاستهتار والميل لقلب كل المواضيع إلى فكاهة وضحك. لكن الغريب هو غياب الداعيات تماما عن صفحات الفيس بوك وقد يكون السبب السمعة السيئة له كونه موقع شبابيا انفتاحيا وقد يكون عزز هذا التوجه أن أحد الدعاة السعوديون دعا إلى مقاطعة الفيس بوك لأنه موقع تعارف وإثارة الشبهات والغرائز.