الأربعاء، 7 مايو 2008





الإثنين 29 ربيع الثاني 1429هـ - 05 مايو 2008م


السعوديون والإعلام
شيء جميل ومفرح أن يكون هناك طلب على الشباب السعوديين (ذكوراً وإناثاً) من قبل وسائل الإعلام العربية للعمل لديها، خصوصاً المرئية منها.
هذا يعني في الحالات العادية أن الشابة أو الشاب السعودي، أصبح على قدر من الكفاءة والمهنية الإعلامية للعمل في كبريات المحطات الفضائية، وبما أن المسألة عرض وطلب، فإن مبادئ علم الاقتصاد تؤكد أن الطلب على الشيء في الحالات العادية يعني جودته.السعوديون الذين عملوا في الإعلام العربي سواء في العربية أو الجزيرة أو LBC وغيرها من الفضائيات، أثبتوا كفاءة عالية في منافسة أقرانهم في الفضائيات المنافسة. علي الظفيري أثبت أنه ليس أقل قدرة من زملائه وجلهم أسماء تركت بصمتها في الإعلام العربي. تركي الدخيل أثبت هو الآخر أن فن إدارة الحوار ليس حكراً على فيصل القاسم وسامي حداد وأن الشاب السعودي قادر على مقارعة الفكر بفكر.احترم قناة العربية في التدرج بخلق نجومها الخاصين كما فعلت مع الزميل يوسف الهوتي، ومع ذلك أرى أن صالح الثبيتي يشع بالقدرة والذكاء، وهو بالتالي لا يقل قدرة عن زميله طالب كنعان وزميلتيه ريما صالحة وميسون عزام. وقبل أن ينجح الظفيري والدخيل والثبيتي، ويثبتوا مهنيتهم في المحطات التي يعملون فيها، نجح سعوديون كثر في إدارة وسائل إعلام ذات مواصفات عالمية.قلت إن الطلب المتزايد على توظيف الشباب السعوديين ذكوراً وإناثاً في الفضائيات العربية، يعتبر في الحالات العادية مؤشراً إيجابياً على مهنية وكفاءة السعوديين خصوصاً في المجال الإعلامي الذي أصبح في أيامنا هذه أهم من رغيف الخبز. المقصود من الحالات العادية هنا، أن يكون تزايد الطلب على السعوديين للعمل في الفضائيات العربية من أجل الكفاءة والمهنية التي يتمتع بها الشباب السعوديون مع أخذ المكانة التي تتمتع بها بلدهم سياسياً واجتماعياً واقتصادياً في الاعتبار.حتى اللحظة جميع المحطات الفضائية تتسابق على استقطاب السعوديين للعمل لديها على أساس كفاءتهم ومهنيتهم وأهمية بلدهم، وهذا أمر جميل، لكن من الذي يضمن ألا تأتي محطات تعمل على استقطاب السعوديين للعمل لديها بهدف تسليط الضوء على قضايانا المحلية واستخدامها وسيلة للكسب الإعلاني، خصوصاً أن شركاتنا الوطنية هي الأكثر إنفاقاً في سوق الإعلان العربية.إذا ما حدث ذلك - لا سمح الله - ستكون المنافسة بين المحطات محصورة بقدرة كل محطة وجرأتها على انتهاك خصوصيتنا. هناك فضائيات - للأسف - تعمل ذلك الآن، وهناك سعوديون في ظل المتغيرات الاقتصادية، سيرضون بأن يكونوا أدوات هدم لبلدهم، والمؤسف أن هناك من السعوديين من قَبِل بمثل ذلك من حيث لا يعلم. هناك سعوديون دفعهم حب الشهرة والأضواء لأن يسهموا في نشر غسيلنا على الفضائيات.المجتمع السعودي مجتمع بكر، وكان حتى وقت قريب عصياً على الاختراق بسبب تركيبته المحافظة، وهو ما جعل منه بالنسبة لكثير من الأشقاء لغزاً محيراً، وبعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) أصبح اللغز أكثر إثارة بالنسبة لوسائل الإعلام، وأصبحت شهرة أي صحافي أجنبي مقرونة بمدى قدرته على استنطاق السعوديين بكل شرائحهم للبوح بسر تركيبتهم العجيبة، حتى ان من يريد أن يقوم بعمل إحصاء للصحافيين الأجانب الذين زاروا المملكة بعد أحداث 11 سبتمبر سيجد أن الرقم ارتفع إلى معدلات خيالية. بالنسبة للصحافة العربية، وهي دائماً تبحث عن الأسهل ارتأت أن سبر أغوار المجتمع السعودي لا يمكن أن يتم عن طريق تحقيق صحافي أو تقرير إخباري، لهذا عملت على استقطاب الشبان السعوديين للعمل لديها، وذلك عملاً بالمثل البدوي القائل: "من صوفه أكتفه". هذه ليست رسالة تحذيرية لما ستؤول إليه العلاقة بين السعودية والإعلام في المستقبل القريب، لكنني أستطيع أن أقول إنها تشخيص لما سيجري في السنوات المقبلة، وعلى الطبيب المختص بعلاج حالاتنا أن يضع برنامجاً علاجياً (استباقياً) لما ستؤول إليه العلاقة بيننا وبين الإعلام.*نقلاً عن صحيفة "الحياة" اللندنية
جميع الحقوق محفوظة لقناة العربية © 2008

هناك 6 تعليقات:

معالي عبدالله مؤمنة يقول...

موضوع جميل جدا اتفق فيه مع الاستاذ ماجد.
حيث باتت قصص مجتمعنا على كل لسان واصبحت مستنكرة جدا من قبل المجتمعات الاخرى.
والاعلاميين المذكورين قامو بعمل ائع من حيث تكريم اسم بلدهم وتحسين صورته بإظهار هذة النماذج الامعه في مجال الاعلام وستتزايد اعداد الاعلاميين السعوديين في السنوات القادمة وهاذا ماهو مؤكد وواضح جداً وهو خطوة رائعة للإعلام السعودي.
معالي عبدالله مؤمنة.
(42711402)

معالي عبدالله مؤمنة يقول...

الموضوع يعتبر رأي عام وليس صحافة.
وشكراً

فيروز الصبحي يقول...

الموضوع جدا ممتاز

والشباب السعودي ذكورا او اناثا شباب مكافح
لكن البعض منهم يردون النجاح والوصول بالطريقه السهله

لكن ظهور هؤلاء الاعلامين يبن انا الاعلام بدا ينتشر لدينا وان ثقافات المجتمع بدات تتغير

ومن ناحية ان البعض (بنشر غسيلنا)
للاسف انهم بيساعدو على تشويه سمعة بلدنا ويضا ان بعض المسلسلات السعوديه بتناقش قضايا مجتمع بس بطريقة استهزائيه وهذا ايضا يساعد على تشويه سمعة مجتمعنا
في حين ان مجتمعنا الان اصبح متفتح اكتر وان الشباب ذكورا او اناثا اصبحوا يعرفون الثقافات العربيه والغربيه
وهذه خطوه جيده للجيلنا والاجيال القادمه

هناء ألطف يقول...

نظرة ثاقبة لصاحب الموضوع..
السؤال الذي يطرح نفسه..
هل هناك سعوديون كذلك؟؟

كل شي يحتمل الخطأ والصواب.

ولا نعلم ماذا سيحصل غداً.

هل الروح الوطنية في يوم من الأيام ستُفقد بين أبنائنا؟؟

إلى الآن لا أعتقد ذلك.
لأننا في الأصل لسنا رأس ماليون.

ولكن أتفق معه بموضوع الطبيب المعالج وأستباقية الموضوع ..
لأن الوقاية خيرٌ من العلاج


42800001

دعاء طويرقي يقول...

من الطبيعي أن يحتاج الإعلام إلى مثل هؤلاء السعوديين (الذكور الإناث ) وان كانوا صحفيين أو إعلاميين لكن يحتاجوا إليهم إذا كان لهم الكفاءة والقدرة الكافية بما يفعلوا به والمهنية ...
فهو شي جميل أن يكون هناك طلب على الشباب السعوديين لكن .... أن يكونوا بقدر المسئولية والحفاظ على خصوصيات البلاد الذي منحتهم الثقة بأنفسهم وليس مجرد شهرة أو منافسة ، فأنت ( أنتي ) أيها الصحفي والإعلامي تمثل بلدك فلا تخيب آمال بلدك ولاتعطي الفرصة لغيرك (من لا يمثلون هذه البلد ).

حوريه السلمي يقول...

موضوع رائع..
وللأسف هناك شباب يبيع هذا البلد للوصول للشهره على حساب هدم مستقبل هذا الوطن وهم قله بأذن الله تعالى لان دينهم وعقيدتهم تردعهم عن فعل هذا الشي..

واتفق معه على فكرة الطبيب المعالج واستباق الاحداث تفادياً لما سيحدث في المستقبل .