في عالم يتغير بوتيرة سريعة، لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لإيصال الخبر، بل أصبح نافذة مهمة لتعريف الشعوب بأنفسها، ومجالًا حيويًا للتأثير الثقافي والاقتصادي والاجتماعي.
ومع هذا التحول، برزت الحاجة لأن تمتلك الدول أدواتها الإعلامية الخاصة، التي تعكس صورتها، وتروي قصتها بطريقتها.
في المملكة العربية #السعودية، جاء الاهتمام بقطاع الإعلام كجزء طبيعي من رؤية شاملة تسعى للتنمية. فالمملكة تملك من القصص، والقيم، والإنجازات ما يستحق أن يُروى للعالم، ومن هنا نشأت القناعة بأن تطوير الإعلام المحلي ليس مجرد تطوير قطاع اقتصادي، بل هو استثمار في الهوية الوطنية، وفي الحضور السعودي على خارطة التأثير العالمي
إعلام يُشبهنا... ويُشبه المستقبل
أطلقت المملكة مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى دعم الإعلام بمختلف أشكاله، بدءًا من التحول نحو هيئة تنظيم الإعلام لتكون المرجعية التنظيمية العصرية، مرورًا بإطلاق صناديق دعم ومبادرات تدريب وتأهيل، ووصولًا إلى دعم المنتجات الإعلامية الإبداعية التي تروي قصصًا محلية بلغة عالمية.
لكنّ الإعلام لا تصنعه الأجهزة وحدها، بل تصنعه العقول. ولهذا ركّزت المملكة على تمكين الكفاءات الوطنية وتأهيلها لتكون جزءًا من صناعة التأثير.
اليوم، يمثل السعوديون أكثر من 70% من القوى العاملة في قطاع الإعلام، في إشارة واضحة إلى ثقة القيادات الإعلامية بكوادرها، وإيمانها بأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان.
الأرقام تتحدث بهدوء... ولكن بثقة
بحسب البيانات الرسمية، تجاوز حجم سوق الإعلام في السعودية 6 مليارات دولار في عام 2025، مع توقعات بوصوله إلى 11 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يفوق 10%.
ساهم القطاع بما يقارب 16 مليار ريال في الناتج المحلي، وسط خطط لرفع هذه النسبة إلى 0.8% خلال السنوات الخمس القادمة.
أما على صعيد الوظائف، فقد وفر القطاع أكثر من 67 ألف فرصة عمل مباشرة، مع أهداف طموحة لتوفير 160 ألف وظيفة بحلول 2030، ما يجعله من أكثر القطاعات وعدًا في الربط بين الثقافة والاقتصاد والتقنية.
إعلام المستقبل يبدأ من الحاضر
لم يعد المطلوب من الإعلام أن يلاحق الأحداث، بل أن يستبقها ويقرأها قبل أن تقع.
ومن هذا المنطلق، وجّهت المملكة استثماراتها نحو أدوات العصر: الذكاء الاصطناعي، الواقع المعزز، تحليلات البيانات، وصناعة المحتوى التفاعلي.
الهدف لم يكن فقط اللحاق بركب العالم، بل أن يكون للإعلام السعودي بصمته الخاصة، وهويته المتفردة التي تنطلق من الداخل، وتتفاعل بثقة مع الخارج. إعلام يبني العلاقة مع الجمهور على الفهم العميق، وعلى الابتكار
صوت وطن في زمن الصورة
الاستثمار في الإعلام لم يعد خيارًا، بل ضرورة في زمن أصبحت القوى الناعمة لديها حضورها الذهني والثقافي.
وفي السعودية، حققت الإنتاج الإعلامي السعودي إعلامًا ويروي حكايتنا كما نراها نحو الإبداع والتميز
ساحل الحرف
حيث يقف الإعلام السعودي لا لينقل الصورة فقط،
بل ليرسمها بلون الوطن،
ويصوغها بصوت يعكس هويته وعمقه.